فن الكناية
الفصل الثالث بلاغة الكناية
  الكناية مظهر من مظاهر البلاغة، وأسلوب من أساليب البيان، وغاية لا يقوى على الوصول إليها إلا كل بليغ متمرس، لطف طبعه، وصفت قريحته.
  والسر في بلاغتها أنها في صور كثيرة تعطيك الحقيقة مصحوبة بدليلها، والقضية في طيها برهانها؛ ولهذا كانت أبلغ من الإفصاح، وأشد وقعاً من التصريح.
  إنها تحمل في طواياها نفحة من نفحات المبالغة، تضفي على المعنى حسناً وبهاء، وتزيد الصورة وضوحاً وجلاء
  ومن أسباب بلاغتها أنها تضع لك المعاني في صورة المحسات، وتلك هي خاصة الفنون، فإن المصور إذا رسم لك صورة للأمل أو اليأس بهرك، وجعلك ترى ما كنت تعجز عن التعبير عنه واضحاً ملموساً.
  كذلك فإنها تؤدي إليك المعنى الكبير في قليل من اللفظ، وذلك هو الإيجاز الذي يمثل عنصراً من عناصر رفيع التعبير والإعجاز.
  وهي بالإضافة إلى هذا كله وسيلة للتعبير عن أمور لا تحب أن تصرح