القسم الأول جماليات في النظم والمعنى
صفحة 80
- الجزء 3
  بالأمس في «قُرْنايل»، نزلوا ... واليوم قد ضمتهم حلب
  دمعي الذي كتمته جلدا ... لما تباكوا عندما ركبوا
  حتى إذا ساروا وقد نزعوا ... من أضلعي قلباً بهم يجب
  الفيتني كالطفل عاطفة ... فإذا به كالغيث ينسكب
  قد يعجب العذال من رجل ... يبكي، ولو لم أبك فالعجبُ
  هيهات، ما كلُّ البُكا خور ... إني، وبي عزمُ الرجال ابُ
  ذلك هو البيان الذي تحدَّث عنه الرسول ﷺ حين قال: «إنَّ من البيان لسحراً».
  ولعمري إنَّ بعض ما رفع هذه القصيدة إلى مستوى الأدب العالمي الإنساني محافظة الشاعر على قوانين اللغة، وأساسيات البيان، وكان حظ الذوق والعاطفة الصادقة كبيراً. بل كان الشَّاعر ناجحاً حين جمع النظير إلى النَّظير، والشبيه إلى الشبيه، وأكرم بذلك من سبيل.
  ***