البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

علم المعاني

صفحة 51 - الجزء 1

  معنى من معاني النحو، قد أصيب به موضعه، ووضع في حقه، أو عومل بخلاف هذه المعاملة، فأزيل عن موضعه واستعمل في غير ما ينبغي له»⁣(⁣١).

  إذاً، فعلم المعاني هو روح النحو، وعلته، وبيان أغراضه وأحواله. إضافة إلى هذا فهو يعلمنا متى نجعل الجملة خبرية، ومتى نجعلها إنشائية، ويبين لنا السبب في هذه أو تلك. يعلّمنا متى يجب القصر، والوصل والفصل، ومتى لا يجب. ثم يأتي لنا مع التعليم ببيان السبب والغاية. يعلّمنا متى ننكر المسند إليه، ومتى نعرفه، ومتى نقدمه، متي نؤخره. ولماذا فعلنا ذلك.

  أوليس هو: علم المعاني؟

  ولقد ذكر علماء البلاغة المتأخرون لهذا العلم تعريفاً، فقالوا: إنه «العلم الذي يُعرَف به أحوال اللفظ العربي التي بها يطابق مقتضى الحال». وهذا التعريف منسوب إلى الخطيب القزويني في كتابه «الإيضاح». وعليه درج سائر المؤلفين المتأخرين.

  ونفهم من هذا التعريف أنه يتضمن العلم بشيئين: الأول دراسة الكلمة المفردة في مختلف أحوالها والثاني مطابقة هذه الكلمة لمقتضى الحال.

  ولتسهيل دراسة مباحث هذا العلم قسموه إلى ثمانية أبحاث. هي:

  ١ - الخبر.

  ٢ - الإنشاء.

  ٣ - أحوال المسند إليه.

  ٤ - أحوال المسند.


(١) دلائل الإعجاز ٦٤ - ٦٥.