التضمين
  نبي هذى قد قال للكفر نُوره ... ألا أيُّها الليل الطويل ألا انجل
  تلا سوراً ما قالها بمعارض ... إذا هي نصته ولا بمعطل
  لقد نزلت في الأرض حُلَّةُ هديه ... نُزول اليماني ذي العياب المُحمَّل
جوازاته
  وأجاز العلماء وقوع تغيير يسير في البيت المضمن، كقول الشاعر ضياء الدين بن موسى الكاتب في الرشيد عمر الغوي، وكان به داء الثعلب «وتسميه العامة الثعلبة» وهو داء يتناثر منه شعر الرأس والوجه. قال:
  أقول لمعشر غلطوا وغضوا ... عن الشيخ الرشيد وأنكروه
  (هو ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى يضع العمامة تعرفوه)
  وأصل البيت:
  أنا ابن جلا وطلاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني
  وهو السحيم بن وثيل، والتغيير - كما ترى - يسير، والطَّريف في البيت المضمَّن أنَّ الشَّاعر ضياء الدَّين قصد بقوله «هو ابنُ رجلا» أي هو رجل جلا شعره عن رأسه، وبقوله «طلاع الثنايا» ما يلاقيه من عذاب سقوط الشعر، ومن جملتها بروز ثنايا أسنانه، ويروى أنها كانت فعلاً بارزة وقبيحة المنظر.
عصر التَّضمين
  ولقد أولع المتأخرون بالتضمين ولعاً بالغاً، حتى لقد عبر أحدهم، وهو مجير الدين بن تميم، عن لسان حالهم فقال:
  أطالع كل ديوان أراه ... ولم أزجر عن التضمين طيري
  أضمن كل بيت فيه معنى ... فشعري نصفه من شعر غيري
  تسميات أنواعه
  وأخيراً، فلقد فصل بعض العلماء في كمية المأخوذ من شعر الآخرين، وسموا ذلك تسميات مختلفة، فإذا كان المضمن بيتاً وأكثر فهو «الاستعانة»، وإذا كان دون البيت فهو «الإبداع» أو «الرَّفو» ونعتقد أن تسمية الجميع باسم «التضمين» كافية ووافية.