البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

القسم الثاني جماليات في الشكل والأسلوب

صفحة 123 - الجزء 3

  وفي سورة الفجر: {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ٢ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ٣ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ٤ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ٥ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ٧ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ٨ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ٩ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ١٠}⁣[الفجر].

  وفي سورة الشمس: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ١ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ٢ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ٣ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ٤ وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا ٥ وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا ٦ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ٧ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ٨ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ٩ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ١٠ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ١١ إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا ١٢ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا ١٣ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ١٤ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ١٥}⁣[الشمس].

  إن الشواهد كثيرة، وكثيرة جداً من القرآن العظيم، وكلها تؤيد وجود هذه الفاصلة المموسقة، أو هذه السجعة المنظمة، التي تملأ القلب طرباً ورهباً، والأذن فرحاً وهلعاً.

  وكذلك الأمر في الأحاديث النبوية الشريفة، وبخاصة ما كانت أدعية وابتهالات. منها قوله : «اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها»⁣(⁣١). وقوله «اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها»⁣(⁣٢).

  وقوله : «اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت»⁣(⁣٣). ومنها دعاؤه : «اللهم إِنِّي أَدْرَأُ بِكَ في


(١) الأذكار للنووي ص ٣٣٥.

(٢) متفق عليه، الأذكار للنووي ص ٣٣٥.

(٣) صحيح البخاري الباب السابع والعشرون من كتاب الزكاة صحيح مسلم (الباب السابع =