البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

الترصيع

صفحة 129 - الجزء 3

الترصيع

  الترصيع في اللغة وضع الجواهر والأحجار الكريمة في الذَّهب.

  ومعناه في البلاغة: أن يقسم الكاتب أو الشاعر عباراته إلى أقسام منفصلة، ثم يجعل كل لفظ منها في مقابل لفظ آخر، يتفق وإياه في الوزن وحروف الروي.

  وإذا تحدَّثنا في النثر فقلنا: «حروف الرَّوِي»، فما ذلك إلا من باب التوسع، لأن حروف الرَّوِي لا تكون في الحقيقة إلا في الشعر.

  ومثال الترصيع في القرآن الكريم {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ ١٤}⁣[الانفطار].

  وكذلك قوله تعالى: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ٢٥ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ ٢٦}⁣[الغاشية].

  ومثاله من الكلام النبوي: اللهمَّ اقْبَلْ تَوبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي.

  ومثاله من نثر الفصحاء: العاقل يفتخر بالهمم العالية، لا بالرمم البالية.