البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

الترصيع

صفحة 130 - الجزء 3

  ومثاله من الشعر قول أبي فراس:

  وأفعاله بالرغبين كريمة ... وأمواله للطالبين نهاب

  وقول ابن النَّبيه:

  فحريق جمرة سيفه للمعتدي ... ورحيق خمرة سيبه للمعتقي

  ومن رسائل أبي حمزة الأهوازي⁣(⁣١) المرصعة (الحمد لله الدائم. بقاؤه، اللازم قضاؤه، الثاقب برهانه، الغالب سلطانه. الذي أيَّد الدين بعد ما ولت ولاته، واستولت عداته، وتضعضعت أركانه، وتصعصعت أعوانه، وانقضت كواكبه وانفضتْ كَتَائِبُهُ، وَذَلَّ نصيره، وقل مجيره بغيث الحياء، وليث القضاء، وكُنه الآمال، ووجه الأبطال، وقلب الإقدام، وقطب الإسلام، ولباب العلى، ونصاب التقى، الداعي إليه، وصلواته عليه حمداً لا يَفْنَى مَدَده، ولا يُحصى عدده، وإليه الرغبة في الصلاة على مجلي الغُمَّة، ومنجي الأمة محمد وآله الطاهرين، وأصحابه الزاهدين ...).

  ***


(١) هو ابو الحسن محمد بن الحسن الأهوازي. كان شاعراً واديبا وكاتبا ومن المعاصرين للثعالبي صاحب «يتيمة الدهر»، (حدائق السحر ص ٩٠).