المبحث الأول الخبر
المبحث الأول الخبر
  ليس في تراكيب اللغة العربية ولغات العالم إلا لونان من الكلام خبر وإنشاء.
  فالخبر قول يحتمل الصدق والكذب ويصح أن يقال لقائله: إنه صادق فيه أو كاذب
  والإنشاء: قول لا يحتمل الصدق والكذب، ولا يصح أن يقال لقائله: إنه صادق فيه أو كاذب.
  والحكم على صدق الخبر وكذبه يكون بمطابقته للواقع، أو عدم مطابقته، دون النظر إلى نيّة القائل أو اعتقاده، أو غير ذلك.
  فلو قال لنا قائل: «المطر يهطل» فهذا خبر يحتمل الصدق والكذب. فإذا خرجنا من البيت وتأكدنا من هطول المطر، فالخبر صادق، وإذا لم نَرَ المطر، فالخبر كاذب. ولا عبرة لشخصية المخبر في الحكم على كلامه صدقاً أو كذباً كذلك لا عبرة لو قال: «إني رأيت السماء ملبدة بالغيوم، والهواء مشبعاً بالرطوبة، وتراءى لي أن الصوت الذي أسمعه صوت مطر، ولذلك فأنا صادق لأني أخبر عما اعتقدت؛ ولكنا لا نأخذ بهذا المقياس ونكتفي بمقارنة الخبر بالواقع، فما وافقه فهو الصادق، وما خالفه فهو الكاذب»(١).
(١) للمعتزلة وعلى رأسهم النظام والجاحظ رأي آخر. فالنظام يرى صدق الخبر في =