البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

التشجير والتطريز

صفحة 172 - الجزء 3

  ثم جعل الناظم ذاته اسم «غربية» مطرزاً في أبيات ولكن بطريقة معكوسة حيث يكون الحرف الأول وهو الغين في البيت الأخير. والحرف الأخير وهو الهاء في البيت الأول. وهذه هي الأبيات⁣(⁣١):

  هيفاء كالشمس ولكنها ... غربية يا قوم عند الشروق

  يفتر منها الثغر عن لؤلؤ ... رطب ويبدو منه لمع البروق

  بالله يا عذال عني فذا ... بارده السلسل فيه يروق

  رفقاً فما في العذل لي طاقة ... يمكن منها لعدولي الطروق

  غبت عن العاذل فيها فما ... هزل وجد الذوات الفروق

  ثم جاء ناظم آخر فجعل اسم «غربية» مطرزاً في الحروف الأولى من أوائل الشطرين الأول والثاني. وهذه هي الأبيات⁣(⁣٢):

  غادة لحظها سبى القلب لما غازلتني بأعين نابليه راميات بأسهم مُصمِيات ريشها الهدب والقلوب رميه بهرت شمس مشرق الأفق لما برزت شمس حسنها غربية يخجل الغصن هيكل القد منها يوم تبدو بالقامة السمهرية هيكل صاغه الإله تعالى هل على من يهيم فيه خطيه؟

  ***


(١) سلافة العصر ص ٦١ والناظم علي عبد القادر الطبري المكي «نفسه».

(٢) سلافة العصر ص ١٩٢ والناظم فخر الدين الخاتوني.