البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

التشريع أو ذوات القوافي

صفحة 180 - الجزء 3

  ولصفي الدين الحلي أبيات قريبة الشكل هذا النوع وهي:

  ليت شعري ... لك علم ... من سقامي ... يا شقائي

  لك علم ... من زفيري ... وتحولي ... وضنائي

  من سقامي ... ونحولي ... داوني إذ ... أنت دائي

  يا شقائي ... وضنائي ... أنت دائي ... ودوائي

  لو قرأنا الأبيات طولاً وعرضاً، عمودياً وعكسياً فإنا نجدها ذاتها لم تتغير ولم تتبدل.

  ***

  وأخيراً، فإن هناك لوناً من الشعر لو بدلنا فيه كلمة مكان كلمة، تقديماً أو تأخيراً، لنظم من البيت الواحد آلاف الأبيات، من ذلك مثلاً:

  لقلبي، حبيب، مليح، ظريف بديع جميل، رشيق، لطيف

  هذا البيت يقرأ على أربعين ألفاً وثلاثمائة وعشرين صورة (٤٠ ,٤٢٠). وذلك أن أجزاءه ثمانية، يمكن أن ينطق بكل جزء من أجزائه مع الجزء الآخر، فتنتقل كل كلمة ثمانية انتقالات.

  فالجزءان الأولان «لقلبي حبيب» يُتصور منهما صورتان بالتقديم والتأخير.

  ثم نأخذ الجزء الثالث «مليح» فيحدث منه مع الأولين ست صور وهي:

  ١ - لقلبي حبيب مليح

  ٢ - لقلبي مليح حبيب

  ٣ - حبيب لقلبي مليح

  ٤ - حبيب مليح لقلبي

  ٥ - مليح لقلبي حبيب

  ٦ - مليح حبيب لقلبي