البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

نشأته

صفحة 183 - الجزء 3

  الجاهلي. ويرى أن العرب عرفوه واستخدموه⁣(⁣١)، ومنهم من راى أن أقدم ما وصل إلينا منه قول ابن الشبيب⁣(⁣٢) في الإمام المستنجد بالله، وهو الخليفة الثاني والثلاثون في سلسلة الخلفاء العباسيين. والبيت هو:

  اصبحت «لُب» بني العباس كلهم ... إِنْ عُدّدت بحروف الجمل الخلفا

  اراد ابن الشبيب ان يقول: إنَّ المستنجد بالله هو الثاني والثلاثون من الخلفاء العباسيين، وإنَّ هذا العدد متضمن في جُمَّل «لُب»، ثم انتشر هذا الفن بين الشعراء ولا سيما في القرون المتأخرة، وتقررت شروطه، وتعينت أنواعه، حتى إنه لم يجر في الأزمنة المتأخرة أمر ذو بال دون أن ينظم له بعض الشعراء تأريخا⁣(⁣٣)

  وسواء أعرفه، العرب في العصور الأولى أم لم يعرفوه، فإنا فتحنا اعيننا وهذا اللون شائع على كل لسان، منقوش على بعض أبواب المساجد، او منظوم به تاريخ ميلاد بعض أبناء السادة من الناس، أو عرس بعض النبلاء، او غير ذلك من المناسبات التي تهم الناس، أو تستدعي اهتمامهم.

  هذا التاريخ الشعري له تسمية أخرى هي «حساب الجمل» - بضم الجيم.

  وتشديد الميم مع فتحها - وهي أشيع وأعرف.

  أما طريقة حساب الجمل فتعتمد على ترتيب حروف الهجاء الترتيب الأبجدي لا الترتيب الألفبائي الذي نستخدمه في معاجمنا، وهو كما يلي:

  أبجد هوز. حُطَّي. كلمن. سعفص. قرشت. تخد. ضَطع. وكل حرف من هذه الحروف له قيمة عددية، وهي كالتالي


(١) انظر مجلة «المشرق» السنة السادسة (١٩٠٣) العدد ٢١ شهر تشرين الثاني ص ٩٨٦.

(٢) هو الحسين بن علي، المعروف بابن الشبيب النصيبي. كاتب من الندماء والشعراء الأعيان من هل بغداد. اختصر بالمستنجد بالله ومنادمته. وهو حد الذين ترجم لهم العماد الأصفهاني في خريدته - قسم شعراء العراق - توفي سنة ٥٨٠ هـ / ١١٨٤ م. الاعلام ٢٤٦/ ٢.

(٣) تاريخ آداب العرب للرافعي ٣٩٦/ ٣.