البلاغة العربية في ثوبها الجديد،

بكري شيخ أمين (المتوفى: 1440 هـ)

المبحث الأول الخبر

صفحة 60 - الجزء 1

  ومن الشعر:

  إني لأمل منك خيراً عاجلاً ... والنفس مولعة بحب العاجل

  إن البناءَ إِذا ما أَنْهَدَّ جانبه ... لم يأمن النّاسُ أن ينهد باقيه

(٢) لام الابتداء

  وفائدتها توكيد مضمون الحكم. وتدخل على المبتدأ نحو «لأَنتَ من عرفت». كما تدخل على خبر «إنّ»، نحو قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ٣٩}⁣[إبراهيم]، وعلى المضارع الواقع خبراً لأنّ لِشَبَهه بالاسم، نحو قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ}⁣[النحل: ١٢٤]، وعلى شبه الجملة، كقوله تعالى مخاطباً محمداً : {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤}⁣[القلم].

(٣) أما الشرطية (المفتوحة الهمزة، المشددة الميم)

  وهي حرف شرط وتفصيل وتوكيد نحو قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا}⁣[البقرة: ٢٦].

  وكقول الشاعر:

  ولم أر كالمعروفِ أَما مذاقُهُ ... فحلو، وأمّا وجهه فجَمِيلُ

  وفائدة «أما» في الكلام أنها تعطيه فَضلَ توكيد وتقوية حكم. تقول مثلاً: «زيدٌ ذاهب». فإذا قصدت توكيد ذلك وأنه لا محالة ذاهب، وأنه بصدد الذهاب وعازم عليه، قلت: «أما زيد فَذَاهِبٌ».