المبحث الثاني الإنشاء
  له: نِعْمَتِ المولودة فأجاب: والله ما هي بِنَعْمَتِ المولودة. فكأنه فهم من قول المبشر: «نِعْمَتِ المولودةُ» أنه يُخبره لما لها من قيمة فضلى. فكذبه وقال له مؤكداً: والله ما هي بِنِعْمَتِ المولودة. والتصديق والتكذيب من صفات الخبر لا الإنشاء.
  ويستدلون كذلك على أن حروف القسم أدوات لتأكيد الخبر، ورفعه من رتبة إلى رتبة أو من ضرب إلى ضرب والخبر وحده الذي يقبل التوكيد، أما الإنشاء فعلى العكس، لا يقبل التوكيد، ولا تدخله المؤكدات. فإذا قلت والله إني لصادق فأنت تخبر عن ذاتك، وكلامك يحتمل التصديق والتكذيب.
  ويخيّل إلينا أن ما ذكره العلماء من ألوان الإنشاء غير الطلبي جدير أن يدرج في سلك الأخبار، اللهم إلا أسلوب الرجاء. فهو أقرب إلى الإنشاء الطلبي وبه ألصق، ويبحث التمني يلحق.
  كذلك يميل العلماء إلى إخراج الإنشاء غير الطلبي من حيز البلاغة لقلة الفوائد البلاغية في صيغه وأساليبه، ويرون أنه أقرب إلى مباحث النحو من مباحث البلاغة.
أقسام الإنشاء الطلبي
  حصر علماء المعاني أقسام الإنشاء الطلبي في خمسة أنواع وهي:
  ١ - التمني.
  ٢ - الاستفهام.
  ٣ - الأمر.
  ٤ - النهي.
  ٥ - النداء.
  وها نحن أولاء نبدأ بتفصيل الحديث عنها: