المبحث الثاني الإنشاء
  إذا أردت السؤال عن مفرد فاستعمل جميع أدوات الاستفهام إلاّ «هل» والمفرد الذي نعنيه في البلاغة ليس ضد المثنى ولا الجمع، بل هو عكس الجملة المؤلفة من فعل وفاعل، أو فعل ونائب فاعل، أو مبتدأ وخبر.
  قد يكون المفرد في البلاغة دالاً على واحد، أو على اثنين، أو على جمع، وقد يكون فعلاً، أو ظرفاً، أو مفعولاً، أو حالاً.
  تستطيع أن تقول:
  من أنت؟ ... ومن أنتما؟ ... ومن أنتم؟
  كيف قدمت؟ ... كيف صحتكما؟ ... كيف جئتم؟
  أي يوم سافرت؟ ... أي كتب تفضل؟ ... أي فتاة اخترت؟
  وهذا السؤال عن المفرد البلاغي هو الذي دعاه البلاغيون بالتصوّر. وقالوا: التصوُّر هو إدراك المفرد.
  واشترطوا في السؤال عن المفرد أن يكون الجواب بتعيين المسؤول عنه، ولم يجيزوا الجواب بـ «نعم» أو بـ «لا». فجواب من أنت؟ طالب وجواب من أنتما؟ تاجران. وجواب كيف قدمت؟ ماشياً. وجواب أي يوم سافرت؟ الإثنين. وهكذا.
  وأدوات الاستفهام التي يُسأل بها عن المفرد - التصور - هي:
  الهمزة(١)، ومَنْ، ومتى، وأيان، وأين، وأنّي، وكيف، وكم، وأي(٢).
(١) تكون الهمزة للتصور، وتكون للتصديق. وسوف يأتي تفصيل الحديث عنها بعد قليل.
(٢) معدن ثمين تصنع منه الحلي، ويكون نقداً أو ببيان صفته. نحو ما الذهب؟ فيقال: =