المبحث الثاني الإنشاء
  والتحضيض معنى التمني.
  ***
٢ - الاستفهام
  أكثر البلاغيين يعرفون الاستفهام بأنه «طلب العلم بشيء لم يكن معلوماً من قبل» وانفرد مؤلف لبناني بتعريفه قائلاً: «هو السؤال عن حقيقة أمر أو عمل»(١).
  ويتفقون على تعداد أدواته في أول الأمر، فيذكرون: الهمزة، وهل، ومَن، وما، ومتى، وأيان، وأين، وأنّى وكيف، وكم، وأي. ثم يبينون طريقة استخدام كل أداة منها.
  وفي نهاية حديثهم عن الأدوات ومعانيها واستعمالها يأتون إلى تفصيل الكلام عن المعاني التي يخرج إليها الاستفهام عن مقتضى الظاهر وهو جوهر البحث ولبه الأصيل.
  ولقد يلاقي دارسو هذا البحث عَنتاً في فهم الهمزة و «هل» بصورة خاصة، نظراً لكثرة الاصطلاحات المنطقية التي يستخدمها الشارحون. ويضيعون بين التصور والتصديق، وإدراك المفرد، وإدراك النسبة؛ وفي نهاية الأمر يقعون في أخطاء شتى تظهر في سوء استعمالهم هذه الأدوات.
  ولعلنا بالشرح التالي نُحْكم التفصيل ونيسر الفهم، ونضع الأمور في نصابها:
  ***
(١) هو سعيد سمعان في كتابه الجديد في البيان والعروض توزيع مكتبة لبنان، ص ١٢٦.