زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الأنفال]

صفحة 104 - الجزء 1

  ٢ - أن يعزم المرء على فعل شيء ويستمر ذلك العزم في قلبه إلا أنه يحول بينه وبين ما يريد أن يفعله عوائق وموانع.

  ٣ - أن يكون عند المرء معلومات في قلبه، ثم إذا احتاج شيئاً منها أو شيئين أو أكثر غابت عنه وضاعت، ولم يستطع استخراجها من قلبه.

  ٤ - ويحتمل أن يفسر ذلك بأن الله تعالى مطلع على ما في القلوب من إيمان وإخلاص ونفاق وخداع وسوء نية وسوء عقيدة و ... إلخ.

  وهذا التفسير أنسب بالمقام؛ لأن المقام مقام تحذير من مخالفة أوامر الله تعالى ورسوله ÷ والتفريط في السمع والطاعة.

  · قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ٣٣}⁣[الأنفال]:

  الأمة التي لا يوجد فيها داع إلى الهدى، ولا يوجد فيها صالحون يستغفرون الله ويسبحونه تكون معرضة لعذاب الله وحلول نقمته بهم، وهذا لا يكون إلا بعد أن يعرفوا الهدى ويتبصروا طريقه، ثم بعد ذلك يتجدد منهم التمرد والكفران، وذلك لقوله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ١٥}، وقوله تعالى: {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ}⁣[الأنفال ٤٢].

  · قال الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ}⁣[الأنفال: ٣٦]:

  - نزلت الآية في كفار قريش أولاً، ثم هي عامة لغيرهم.

  - وتفيد أن من شأن الكافرين وطبيعتهم أن ينفقوا أموالهم ولا يتوقفوا عن إنفاقها حرصاً منهم على إطفاء نور الله والصد عن سبيله.

  - وأن إنفاقهم لأموالهم في ذلك السبيل الظالم سيكون عليهم حسرة حيث لم يبلغوا بإنفاقها شيئاً مما أملوا وأرادوا، ولم يصل إلى الإسلام والمسلمين من