زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة يونس]

صفحة 110 - الجزء 1

[فوائد من سورة يونس]

  · قال الله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ...}⁣[يونس: ٢٤]:

  - أن الحضارة على الأرض ستبلغ الغاية والنهاية، ولا شك أن التطور في العمران قد بلغ النهاية من حيث القوة في البناء، والطول في السماء مئات الأمتار ودقة الهندسة حتى ظهرت على أشكال تبهر الألباب، ثم الهندسة الدقيقة في الشوارع داخل المدن، ودقة انتظام المرور والسير.

  - وتطور المواصلات البرية والبحرية والجوية، وانتظام المواصلات بين دول العالم.

  - وتطور الاتصالات على وجه الأرض بالصوت والصورة.

  - وتطور الإعلام.

  - وعلى الجملة فالتطور عام وشامل في كل مجال ومن كل ناحية.

  - فالذي يذهب إلى دول أوربا والولايات المتحدة والجابان والصين وروسيا يرى من زينة مدنها ما يبهر لبه، ويستغرق عجبه وإعجابه، ثم إذا رأى تقلبهم في حياتهم تضاعف إعجابه لما يراهم فيه من أسباب النعيم والتطور.

  - ولا شك أيضاً أن أهل الحضارة في عالمنا اليوم قد اطمأنوا وظنوا - إن لم نقل استيقنوا - أنهم قادرون ومتمكنون من كل أسباب الحضارة والرفاهية والتقدم والتطور، فمنابع البترول تحت سيطرتهم، وآباره تضخ بترولها إلى أسواقهم، والناقلات الكبار البحرية تمخر المحيطات والبحار آمنة، و ... إلخ.

  وبعد، فإن أهل تلك الحضارة الراقية معرضون عن شكر الله ومتوغلون في الكفر به وشديد العداوة للإسلام وأهله، لذلك يتوقع أن ينزل عليهم سخط الله