[فوائد من سورة النحل]
  علموا أن الله عدل حكيم رؤوف رحيم، فوثقوا بأن ما أصابهم هو خير لهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم، ومن هنا فإنهم يعيشون في الدنيا في هدوء بال وسكون نفس وطمأنينة ويحيون حياة طيبة.
  - المؤمن ينظر إلى الدنيا على أنها دار ممر وطريق إلى دار أخرى، ويرى أن الدار الآخرة هي دار القرار التي لا انقطاع لها، فنظره متعلق بالدار الآخرة، وبحياتها الأبدية ونعيمها الدائم، فلا يقلق ولا يحزن لما يلحقه في الدنيا؛ لأنه لا يعتبرها إلا طريقاً يمر فيه إلى الدار الآخرة.
  فهناك فرق كبير بين المؤمن والمجرم، فالمجرم إذا أصابه مثلاً مرض السرطان فإنها تنهار أعصابه، ويطبق عليه الخوف والقلق العظيم؛ لأنه يرى أنه قد خسر كل شيء، وفاته كل شيء، وانقطع أمله من كل خير، ولم يبق له أمل ولا رجاء في أي شيء، بعكس المؤمن فإنه لا ينقطع أمله بالشفاء والعافية في الدنيا؛ لعلمه بأن الله تعالى قادر على شفائه {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ٨٠}[الشعراء]، وأنه تعالى هو الذي أنزل البلاء، وأنه وحده هو القادر على رفعه، ثم إنه واثق بأن الحياة الدنيا إذا فاتته فإن له أملاً بالعيش الهني والحياة الطيبة الدائمة في الدار الآخرة، فإذا فاتت عليه أيام الحياة الدنيا فلا يعظم ذلك عليه، ولا يكبر في نفسه، فلا يحزن لفواتها، ولا يقلقه ذهابها.
  · ﷽ {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ٨١}[الإسراء]، في ذلك:
  ١ - آية بينة ومعجزة واضحة تدل على صدق النبي ÷ فيما جاء به من عند الله تعالى، وذلك أنه أخبر في هذه الآية عن أمر مستقبل فكان الخبر على حسب ما أخبر، فقد انتشر الإسلام في جزيرة العرب، وعمتها الملة المحمدية، وانتهى الشرك وعبادة الأوثان ودين الجاهلية. وعلم الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى.
  ٢ - أمر الله تعالى نبيه أن يقول ذلك القول - ليرعب المشركين، ويدخل عليهم به