زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الكهف]

صفحة 140 - الجزء 1

  وقد أبان الله تعالى في هذه الآية الكريمة وفي غيرها حكمة التكليف وهي:

  مجازاة المحسنين بالثواب العظيم، ومجازات المسيئين في العذاب الأليم، وذلك مترتب في عدل الله وحكمته على اختبار المكلفين وابتلائهم، الذي يتمثل في أمرين متنافيين ليختار المكلف أيهما بمحض إرادته:

  ١ - حب الله وطاعته، وهذا هو ما دعت إليه الرسل À.

  ٢ - حب متاع الدنيا وزينتها، وهذا هو ما تدعو إليه الشهوة والهوى.

  فمن أحب الله وأطاعه واستجاب لدعوة رسله À - استحق عند الله الجزاء العظيم في جنات النعيم.

  ومن آثر متاع الدنيا وزينتها، واستجاب لداعي شهوته ونوازع هواه - استحق سخط الله وعذابه.

  ولا شك أن المكره على عمل صالح أو عمل قبيح لا يستحق الجزاء بثواب أو عقاب.

  · {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا ٨} تؤذن بأمرين:

  ١ - أن متاع الدنيا وزينتها إلى فناء وانقطاع.

  ٢ - وأن وعد الله بالبعث والحساب على وشك الوقوع، وأنه لا محالة واقع.

  ومعنى {صَعِيدًا جُرُزًا}: أرض مستوية لا نبات فيها ولا مرعى، ولا ارتفاع ولا انخفاض، وعليها يحشر الله الأموات للحساب.

  · {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}⁣[الكهف: ٢٩]:

  - {الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ} مثل: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ ...}⁣[الإسراء: ٨١]، {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ}⁣[الإسراء: ١٠٥] {وَبِالْحَقِّ نَزَلَ} والمراد القرآن.

  - وفي هذا دليل واضح على أن الله تعالى جعل اختيار الإيمان أو الكفر إلى المكلفين، ووكل ذلك إلى مشيئتهم.

  - وأن لكل مكلف مشيئة يقلبها حيثما أراد.