زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الحج]

صفحة 152 - الجزء 1

  وفي هذه الآية دليل على بطلان قول المجبرة إذ لو كان الأمر كما تقوله المجبرة من أن الله تعالى يريد كفر الكافر وعصيان العاصي كما يريد إيمان المؤمن وطاعته، لو كان الأمر كذلك لكان جميع الناس منقادين لإرادة الله غير متأبين، ولما كان للتفرقة بين الناس وبين غيرهم مما ذكر في الآية وجه، فافهم ذلك.

  - السجود هو: وضع الوجه على الأرض على الصفة التي يفعلها المصلي، وفي السجود غاية التذلل والانقياد والتواضع لله، ولا ينبغي ذلك إلا لمن أسدى إليك غاية الإحسان، وأولاك أصول النعم وفروعها، وأسبغ عليك العطاء والفضل، وهو الله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين، وإن أولاك غير الله نعمة فهي في الحقيقة من الله وإنما هو واسطة أجرى الله تعالى النعمة على يديه، قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}⁣[النحل: ٥٣].

  نعم، قد جاء في الإسلام وجوب شكر من أولاك نعمة وإن كانت في الحقيقة من الله: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ١٤}⁣[لقمان]، «من أولاك يداً فكافه ...»، «من لا يشكر الناس لا يشكر الله»، {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ٦٠}⁣[الرحمن].

  وشكر الناس يكون بالثناء الحسن والدعاء لهم، وبالمكافأة بالمثل أو أحسن، وعلى الجملة تكون المكافأة لكل ما فيه إحسان.

  سؤال: كيف تفسرون قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٥٢ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ...} الآية [الحج].

  الجواب والله الموفق والمعين:

  أن الشيطان يلقي بوساوسه وشبهه فيما تتلوه رسل الله À ليشبهوا على المؤمنين، وليوقعوا في نفوسهم الريبة والشك فيما سمعوه إلا أن الله سبحانه