زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الحجرات]

صفحة 208 - الجزء 1

  أما إذا ظهر من المسلم ما يخل بإسلامه كارتكاب كبائر الإثم، أو الخيانة للإسلام والمسلمين؛ فإنها تطيح عدالته وتضعف حرمته.

  ودليل ذلك: ما أنزل الله تعالى في المنافقين من الذم والتحذير: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١}⁣[المنافقون]، {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ٤}⁣[المنافقون].

  وقال سبحانه في الفاسق: {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ٦}⁣[الحجرات].

  · قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ١٣}⁣[الحجرات]، في ذلك:

  ١ - أن الناس متساوون غير متفاضلين من حيث أصل الخلقة، فإن أصل خلقة البشر جميعاً من آدم وحواء، فهم جميعاً مستوون في هذه النسبة.

  ٢ - أن الحكمة في تقسيم الناس إلى شعوب وإلى قبائل ليعرف بعض الناس بعضاً، وليتميز بعضهم من بعض، فيقال: فلان بن فلان اليمني، أو القرشي، أو الهمداني، أو الحميري، أو الخولاني، أو السحاري ... إلخ.

  ٣ - أن أشرف البشر عند الله وأكرمهم لديه وأرفعهم عنده هو أتقاهم، فعلى قدر الرسوخ في التقوى تكون الكرامة عند الله، والوضيع عند الله، المهين عنده - هو الذي لا حظ له في التقوى.

  - وهناك شرف وكرامة من جهة العرف المتعارف عند الناس، فالرجل يشرف ويكرم على أمثاله وأقرانه وأصحابه إذا زاد عليهم في الكرم والسخاء والحلم عن السفيه والتجاوز عن المسيء، والإغضاء عن البذيء، والتواضع لكل شريف ووضيع، ولكل غني وفقير، ولكل قريب وبعيد، والشجاعة من غير بغي ولا عدوان، والوفاء والصدق، و ... إلخ؛ فبمثل