[فوائد من سورة الحشر]
  بالإضافة إلى ما هي عليه من الاهتداء لمعاشها، ولما فيه منفعتها، والهروب من المخاوف، واتخاذ المنازل التي تحفظها من المخاوف والأمطار، وما هي عليه من التعاون فيما بينها، وادخار الطعام في مخازن تحت الأرض و ... إلخ.
  فإن نظره يؤديه إلى معرفة عظمة خالقها وعظيم قدرته وسعة علمه وحكمته، و ... إلخ.
  فهذا هو تسبيح الذرة، فكأنها بما تحمله من آيات عظمة الله وعلمه وحكمته وقدرته ووحدانيته تنطق بذلك وتتكلم به.
  وهي وإن لم تتكلم بلسان المقال فإنها تسبح بلسان الحال وتقول: سبحان خالقي ما أعظم رحمته بي، حيث تفضل علي بخلقي، وأودع فيَّ من آيات علمه وحكمته وقدرته ما يبهر الألباب، ويستفرغ عنده الفكر ما لديه من العجب العجاب.
  · قال الله تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ٢١}[الحشر]:
  - هذا مثل صور الله تعالى فيه لعباده ما يحمله القرآن من كلام الله تعالى وآياته وبيناته وما لها من التأثير في القلوب وإيقاظ الفكر، وتحريك العقول وإزعاجها عن غفلتها، حيث أن القرآن هو الغاية والنهاية في التأثير في هذا المجال، فهو أعظم الكلام تأثيراً على الإطلاق، فصور الله تعالى لعباده ذلك بصورة محسوسة من أجل أن يتوجهوا بعقولهم، ويفتحوا آذان قلوبهم إلى آيات القرآن ليتفكروا فيها، وينعموا في التأمل لما فيها من الذكر والمواعظ والعبر والعلم والحكمة.
  وإنما قلنا: إن ذلك مَثَلٌ ضربه الله؛ لقوله تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ}[العنكبوت: ٤٣].
  · قال الله سبحانه وتعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ٢٢ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ