زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة الجمعة]

صفحة 229 - الجزء 1

  ٤٠ - إذا أخذ المسلم في طريق لطلب الرزق فلم يحصل على شيء فليأخذ في طريق أخرى، وهكذا حتى يحصل على طلبه من الرزق، ولا يجوز له أن ييأس؛ لأن الله تعالى قد قال: {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} ولم يقل كذلك إلا وقد أرصد لكل منتشر في الأرض فضلاً من رزقه.

  ٤١ - و «انْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ» ليس مطلق الانتشار سبباً في تحصيل الرزق، بل المراد الانتشار إلى حيث يظن تحصيل الرزق، فالذي يبيع الحطب ينتشر إلى حيث تكثر الأشجار، وصاحب الصيد إلى حيث يتواجد الصيد و ... إلخ.

  ٤٢ - كما يؤخذ من هنا أنه لا حرج أن يعرض المؤمن نفسه للإيجار، ولا نقص يلحقه بسبب ذلك.

  ٤٣ - وأن فيما أحله الله تعالى من طرق المكاسب كفاية كافية لتغطية حاجات المكلفين.

  ٤٤ - وأنه لا يعذر أحد في أخذه بأسباب المكاسب المحرمة؛ لوجود وكثرة الأسباب المشروعة.

  ٤٥ - {لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ١٠} يدل على أن حصول الطالب للرزق من طرقه المشروعة على ما يطلبه ليس حتمياً، وإنما هو دائر بين لعل وعسى، ولعل السبب في ذلك هو:

  - ما يعلمه الله تعالى من المصلحة للمكلفين فبعض الطالبين قد تكون مصلحته في تقليل رزقه، أو حرمانه أحياناً، وبعضهم قد تكون المصلحة في توسيع رزقه وتكثيره.

  - وليبقى قلب الطالب للرزق معلقاً بربه، يسأله أن يرزقه، وأن يتفضل عليه بالرزق، ولو كان الأخذ بأسباب الرزق موجباً حتماً لحصول الرزق لما التفتت القلوب إلى الله في طلبها للرزق، ولا تضرعت إليه بالدعاء في حصول الرزق، ولا تضرعت إليه بالدعاء في حصول الرزق، ولكان قلب الطالب للرزق معلقاً بالأسباب ومتوجهاً إليها خاصة.

  ٥٦ - كما يؤخذ من هنا أن للمتكلم حقاً على المخاطب فحقه أن يصغي إلى كلامه،