[فتح مكة وفوائده]
  «الإسلام يجب ما قبله».
  - وذنوبهم المتقدمة هي ما حصل منهم في أول الأمر، والذنوب المتأخرة هي ما حصل منهم في آخر الأمر قبل أن يسلموا، وعلى هذا التفسير يكون كاف الخطاب في (ذنبك) مفعولاً به، وقد قالوا: إن المصدر يضاف إلى فاعله وإلى مفعوله.
  - وقد يمكن أن تفسر بأن المراد أن قريشاً كانت ترى في حال شركها وعداوتها للنبي ÷ أن كل ما فعله النبي ÷ بها من العداوة والقتل والجرح والأسر ذنباً إليها وقطيعة رحم، هكذا كانت تعتقد قريش، قام أبو جهل في غزوة بدر يدعو فقال: اللهم أقطعنا للرحم فأحنه الغداة.
  وبفتح مكة ودخول قريش في الإسلام انمحت تلك العقيدة وذهبت وخلفتها المحبة والمودة والأخوة؛ {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٧}[الممتحنة].
  - والتفسير الأول أقرب إلى ذهني، والثاني يذكره المفسرون، والأول والثالث من عندي، وكل هذه التفاسير الثلاثة مخالفة للظاهر، والذي دعا إلى مخالفة الظاهر هو ما ذكرنا سابقاً بأنه لا ذنب للنبي ÷ لا قبل الفتح ولا بعده لعصمته ÷.
  - يمكن تفسير الآية على الظاهر ويكون المراد مغفرة ما ندر من صغير ذنب من النبي ÷ قبل الفتح وما يحتمل أن يقع بعد الفتح، أو ما تقدم في السنين الأولى، وما تأخر في السنين القريبة من الفتح، وهذا أبعد التفاسير.
  - في الآية أن فتح مكة كان سبباً في حصول أربع نعم عظيمة هي:
  ١ - مغفرة ذنبه ÷.
  ٢ - وإتمام النعمة عليه ÷.
  ٣ - وهداية الله تعالى لنبيه إلى صراط مستقيم.
  ٤ - وحصول نصر عزيز لنبيه ÷.
  ومغفرة ذنبه في صدارة هذه النعم الأربع وفي مقدمتها فتكون هي أعظم النعم الأربع.