[تعامل النبي ÷ مع زوجاته]
  أ - حلف لهما أن لا يقرب مارية القبطية وكانتا تغاران منها.
  ب - أسر إليهما بسر هو أن أبويهما أبا بكر وعمر - سيأخذان بعده الخلافة.
  فلم يخفف ذلك من تسلطهما عليه ÷ فصبر واحتمل الأذى وأغضى حتى رحمه ربه فأنزل تعالى قرآناً يتهددهما فقال تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ٤}[التحريم]، ثم أتبع سبحانه وتعالى هذا التهديد بتهديد آخر هو التهديد بالطلاق، وأنه تعالى سيبدله بزوجات أفضل منهما فقال تعالى: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا ٥}[التحريم]:
  ١ - لا خلاف بين علماء المسلمين من السنة والشيعة أن المقصود بالخطاب في هاتين الآيتين عائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر بن الخطاب.
  ٢ - أن الصالحين من عباد الله معرضون للابتلاء بالزوجات المؤذيات، وقد ابتلى الله تعالى نبيه نوحاً ونبيه لوطاً @ بمثل ما ابتلى به محمداً ÷.
  ٣ - ويخطر ببالي هنا استشعار حكمة الله تعالى فيما نرى ونسمع من نحو أن يكون الزوج صالحاً فسيح الصدر صبوراً وتكون زوجته سيئة الأدب شديدة الأذى لزوجها أو العكس فتكون الزوجة هي الصالحة والزوج هو البذيء، فإن الله تعالى بعلمه وحكمته هو الذي هيأ ويسّر اجتماع مثل ذينك الزوجين؛ لأنه تعالى علم أنه لا يحتمل أذى مثل تلك الزوجة إلا مثل ذلك الرجل، وعلم أنه لا يحتمل أذى الزوج وسوء خلقه إلا مثل تلك المرأة، وبمثل ذلك تعمر الأرض وتستمر الحياة البشرية.
  ٤ - هذه السورة تدل على صدق نبوة النبي ÷ وصحة رسالته من عند الله تعالى، وذلك من حيث إنه ذكر قصة النبي ÷ مع زوجاته وما جرى بينهما، ولو كان ذلك القرآن من عند النبي ÷ ومن تأليفه لما أفشى ما