زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 314 - الجزء 1

  ٤ - وتخلف في المدينة المنافقون الذين كانت نياتهم وقلوبهم مع الكافرين بالمحبة والنصيحة والموالاة.

  · وفي هذه الآية:

  ٥ - أنه لا بد من تَعَرُّضِ المؤمنين للفتنة والاختبار في كل زمان ليميز الله تعالى بالفتنة والاختبار، الصادقين في إيمانهم من المنافقين الكاذبين في إيمانهم.

  ٦ - وليعلم المؤمن - إذا أحب السلامة من الفتن الجارفة والفتن المضلة - أن سلامته هي في طاعة الله وامتثال أمره، وفي الحذر والتحرز من الوقوع في معصية الله أو التهاون بها، فإنه إذا حافظ على ذلك سلم من الفتنة وثبته الله تعالى على الحق، وحفظه من الانجراف فيها مع المنجرفين.

  والدليل على ذلك: قوله تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ ١٠}⁣[الروم]، وقوله تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦٣}⁣[النور]، وقال سبحانه في أصحاب السبت: {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ١٦٣}⁣[الأعراف].

  ٧ - واعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يؤاخذ ولا يثيب إلا على الأعمال الظاهرة لا على ما يعلم من حال المكلف، وهو تعالى يعلم المؤمن المخلص، ويعلم المنافق الكاذب في إيمانه، إلا أنه تعالى يكلف المؤمن والمنافق بالجهاد مثلاً فمن جاهد علمه مجاهداً، ومن أبى الجهاد علمه عاصياً، وهو تعالى عالم من قبل أن يكلف بالجهاد من هو الذي سيجاهد ومن هو الذي لا يجاهد.

  ٨ - تفيد «لَمَّا» في هذه الآية أنها نزلت قبيل التكليف للمسلمين بالتجهيز لغزوة تبوك، فإنها تفيد أنهم لم يكلفوا حال نزولها، وأنهم سيكلفون في وقت قريب جداً.

  ٩ - وفي الآية: أن المنافقين كانوا قد استراحوا إلى ما هم عليه من التستر