زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 315 - الجزء 1

  بالإسلام، والسعي تحت هذا الستر بالفساد للإسلام والمسلمين، وتنفيذ أحقادهم وخبثهم بالخفاء.

  وأن المؤمنين المخلصين قد استاءوا من أعمال المنافقين ودغلهم وشدة مكرهم مع تظاهرهم بالإسلام، وتحيَّروا مما ابتلوا به من فساد المنافقين ومساعيهم بالفساد الماكر تحت ستار الإسلام؛ فنزلت هذه الآية لتبشر المؤمنين بكشف ستار المنافقين، وإظهار خبثهم ومكرهم إظهاراً مكشوفاً للناس عامة، ولتنذر المنافقين بأن الله سيظهر مكرهم وخبثهم.

  ١٠ - وفي هذه الآية أنه سيتميز المؤمن المخلص من المنافق بأمرين اثنين من جمعهما فهو المخلص، ومن لم يتصف بهما فهو المنافق:

  ١ - حصول الجهاد مع رسول الله ÷.

  ٢ - قطع الصلات بالكافرين، وتوثيق الصلة بالله وبرسوله ÷ وبالمؤمنين.

  فمن جمع هذين الأمرين فهو المخلص، ومن خلي من هذين الأمرين فهو المنافق.

  وقال سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٢٣ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ٢٤ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ٢٥ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ