زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 317 - الجزء 1

  ٢٢ - وقد دلت هذه الآيات على أن كثيراً من المؤمنين كانوا يوالون أقاربهم الكافرين، ويناصحونهم، ويميلون إليهم، وأن موالاتهم لهم أكثر من موالاتهم لله ولرسوله ÷ وللمؤمنين.

  ٢٣ - ودلت على أن كثيراً من الصحابة على عهد رسول الله ÷ كانوا منافقين، وأنهم كانوا يظهرون ميلهم بحبهم إلى أقاربهم الكافرين، وإلى أموالهم وتجاراتهم ومساكنهم وأزواجهم، وأنهم كانوا يعتذرون عن طاعة رسول الله ÷ بميلهم وحبهم لذلك.

  ٢٤ - يبدو من خلال النظر في هذه الآيات أن كثيراً من المؤمنين «المنافقين» شكوا في حصول النصر لرسول الله ÷، والمؤمنين حين دعاهم إلى الخروج إلى تبوك للجهاد، فذكَّرهم الله تعالى حين شكوا نصره لهم في مواطن كثيرة ونصره لهم في يوم حنين، وفي ذلك دليل على العمل بالقياس، وذلك من حيث أرشدهم الله تعالى إلى أن يقيسوا ما يأتي من أفعال الله بهم على ما مضى؛ فإنه إذا نصرهم على عدوهم فيما مضى، فإنه سينصرهم عليه فيما سيأتي.

  ٢٥ - وفي ذلك: أن نصر الله على الأعداء لا يكون بكثرة العدد والعدة، وإنما يكون بالاعتماد على الله، وبالتوكل عليه، وبالالتجاء إليه، وبالتضرع بين يديه، والدعاء له بالنصر، وبكثرة الذكر له تعالى.

  ٢٦ - وأن الإعجاب معصية توجب أن يرفع الله تعالى نصره وتأييده وإعانته عن ذوي العجب، ويحرمهم من كرامته، ويتركهم وشأنهم، ويكلهم إلى ما أعجبهم.

  ٢٧ - أن جيش النبي ÷ يوم حنين كانوا قسمين اثنين:

  ١ - قسم هم المعجبون بكثرة الجيش، وهم القسم الأكبر.

  ٢ - وقسم لم ينظروا إلى الكثرة ولم يعجبوا بها، وهم المخلصون الذين امتحن الله قلوبهم بالإيمان.

  فأما القسم الأول فلم يلبثوا عند نشوب الحرب حتى ولوا هاربين، وأما