زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 325 - الجزء 1

  الشرك تماماً فإن لهم عدواً آخر مستتراً بين صفوفهم يتحين الفرص للانقضاض عليهم والفتك بهم، فعليهم أن ينتبهوا لهذا العدو ويتحذروا منه، فإن خطورته عظيمة لا تقل عن خطورة المشركين، بل إنها قد تكون أعظم خطراً عليهم، {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ٤}⁣[المنافقون].

  ثم قال سبحانه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ٤٩}⁣[التوبة]، في ذلك:

  ٧٠ - اعتذر المنافقون بأعذار كاذبة في تخلفهم عن الخروج مع النبي ÷ إلى تبوك، وهذا واحد من أعذارهم الكاذبة، فقد اعتذر بعضهم كما في هذه الآية بأنه يخشى فتنة نساء بني الأصفر إن خرج مع النبي ÷ إلى تبوك.

  ٧١ - وقد يؤخذ من هنا أن خوف الرياء من الصلاة في المسجد لا يبرر ترك الصلاة فيه، بل الواجب مدافعة الرياء والحضور للصلاة في المسجد، وهكذا لا يجوز ترك الجهاد لخوف الوقوع في معصية بل يجب الجهاد ويجب ترك المعصية، وعلى المكلف أن يكلف نفسه بالأمرين ويحملها على التقوى، وامتثال أمر الله وطاعته فيما أمر ونهى.

  ٧٢ - وفي ذلك فضيحة للمنافقين وخزي وتكذيب لهم وأنهم غارقون في الفتنة، وفيها الشهادة عليهم بالكفر.

  ثم قال تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ ٥٠ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ٥١ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ ٥٢}⁣[التوبة]، في ذلك:

  ٧٣ - الدليل الدال على عداوة المنافقين المتخلفين عن غزوة تبوك، وذلك أنهم