زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 326 - الجزء 1

  يستاؤون إذا ظفر الرسول ÷ بنصر أو غنيمة أو خير، وإذا لحقه ÷ مصيبة فرحوا، ثم يتمدحون بأنهم ذوو فطنة وذكاء، لا يدخلون مداخل الهلكات، ولا يركبون مراكبها، ولو أن المؤمنين أطاعوا واستمعوا لآرائهم لم يلحقهم ما لحقهم، ولكنهم حمقاء يتعسفون الأمور، ويدخلون فيها على غير بصيرة.

  ٧٤ - وفي ذلك دلالة واضحة للمنافقين - لو كانوا يعقلون - على صدق نبوة النبي محمد ÷، وذلك من حيث أخبر بدخائلهم قبل وقوعها، وبسرائرهم التي أسروها وتكتموا عليها.

  ٧٥ - وفيها أن حبال المودة ووصائلها بينهم وبين النبي ÷ والمؤمنين منقطعة.

  ٧٦ - وأنهم طرف آخر معادٍ للإسلام وأهله.

  ٧٧ - وأنهم تظاهروا بالإسلام زوراً وبهتاناً.

  ٧٨ - وأنهم أحبوا أن يدخلوا في الإسلام ويتظاهروا به، وأن ينسبوا إليه.

  ٧٩ - وأنهم يكرهون أن يطلع النبي ÷ والمؤمنون على دخائلهم وسرائرهم.

  ٨٠ - وأنهم يخشون أن يطلع النبي ÷ والمؤمنون على حقيقة أمرهم، وأنهم يحذرون ذلك أشد الحذر، ويتحرزون أشد التحرز.

  ٨١ - فنزلت تلك الآيات في سورة التوبة ففضحتهم وأزعجتهم وأقلقتهم وأخزتهم، وهتكت أستارهم، وقبحت أمرهم في قرآن يتلوه الرجال والنساء والصغار والكبار آناء الليل وأطراف النهار إلى يوم القيامة.

  ٨٢ - وفي ذلك: التخييب للمنافقين في مساعيهم ضد النبي ÷ والمؤمنين، وذلك حيث أخبرهم أنه لا يصيب المؤمنين إلا ما كتبه الله لهم دون ما دبره المنافقون؛ لأن الله هو مولاهم وناصرهم وحافظهم وقد توكلوا عليه واعتمدوا، ودخلوا في حصن ولايته، وكفى به حافظاً وناصراً، فليجهد المنافقون جهدهم، وليبلغوا ما أرادوا من مكرهم