زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 328 - الجزء 1

  قَوْمًا فَاسِقِينَ ٥٣ وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ٥٤}⁣[التوبة]، في ذلك:

  ٨٩ - أن ما قدمه المنافقون من الإنفاق في سبيل الله أو الوجوه المقربة إلى الله لا تغني عنهم شيئاً، ولا يكتب لهم أجرها وثوابها؛ لأنهم عند الله من أهل النار، وأهل النار لا ثواب لهم ولا أجر، إنما الأجر والثواب لأهل الجنة.

  ٩٠ - وأن المنافقين كانوا يتسترون على كفرهم بالإنفاق والصلاة فكشف الله تعالى عنهم هذا الستر، وأظهر حقيقة أمرهم للناس، وأعلن الحكم عليهم بالكفر بالله وبرسوله ÷.

  ٩١ - أن من علامات النفاق ثقل الصلاة عليهم، فلا يقومون إليها إلا وهم كسالى ومتثاقلون، ولا يعطون الصدقات بطيبة من أنفسهم، بل لا يعطون ما أعطوا منها إلا وأنفسهم كارهة لإعطائها.

  ثم قال سبحانه: {فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ٥٥}⁣[التوبة]، في ذلك:

  ٩٢ - أن ما أعطى الله المنافقين من الأموال والأولاد ليس لكرامتهم عليه.

  ٩٣ - وأن كثرة المال والولد فتنة.

  ٩٤ - وأن كثرة المال والولد نعمة من الله وفضل، وقد ينعكس ذلك فيصير نقمة وعذاباً لصاحبه.

  ٩٥ - فإذا رأيت كثرة المال والولد مع الظالمين والمتمردين على الله - فاعلم أن ذلك عليهم نقمة وعذاب.

  ٩٦ - واعلم أن المال والولد صار نقمة وعذاباً من حيث أن المنافقين لما لم يشكروا الله على نعمه وتمردوا على الله وعلى رسوله ÷، وعصوا