زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 329 - الجزء 1

  ربهم وتنكروا له - تحولت قلوبهم إلى حب المال والولد بدلاً عن حب الله ورسوله ÷، فتوجهت عنايتهم وحرصهم إلى المحافظة على أموالهم وأولادهم والحياطة لها، فيسهرون الليل من أجل ذلك، ويتعبون في النهار؛ فهم في ليلهم ونهارهم في جهد جهيد، وتعب مضنٍ، وقلق دائم، وإذا أخرجوا زكاة ذلك للنبي ÷ تحسروا على إخراجها، وأحزنهم دفعها، ومرضت قلوبهم على ما نقص من أموالهم في الزكاة؛ لأنهم لا يرجون ثواباً عليها، بل يعدونها مغرماً.

  ٩٧ - ثم بعد ذلك تملأ قلوبهم هماً وغماً خوفاً من زكاة العام الآتي، وخوفاً من أن يسألهم الرسول ÷ أن ينفقوا في سبيل الله، وإذا دفعوا زكاة فلا يوفونها، ثم هم في تعب متواصل حرصاً وطمعاً في تنمية أموالهم وحراستها من الطامعين فيها من كل قريب وبعيد، ويكاد حبهم لأولادهم أن يقتلهم خوفاً عليهم من نوائب الزمان وحوادثه ومصائبه، فلا يهدأ لهم بال، ولا تطمئن لهم نفس، ولا يلذ لهم طعام ولا شراب ولا نوم؛ لخوفهم وقلقهم على أولادهم وأموالهم، فلا يزالون في عناء ونصب وهم وحزن، وغفلة عن كل شيء إلا عن أموالهم وأولادهم إلى أن يأتيهم الموت وهم غافلون عن دعوة النبي ÷، فيلقون الله تعالى وهم كافرون، فيعذبهم في الآخرة على كفرهم، وعلى أموالهم التي جمعوها من غير حلها، وأنفقوها في غير محلها، ومنعوا منها الحقوق التي أوجبها الله تعالى عليهم.

  ٩٨ - وقد يؤخذ من هنا أن قلة المال خير من كثرته.

  ٩٩ - وأن النظر ومد البصر إلى ما فيه أهل الأموال من الترف والزينة مكروه.

  ثم قال سبحانه: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ ٥٦ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ