زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 330 - الجزء 1

  يَجْمَحُونَ ٥٧}⁣[التوبة]، في ذلك:

  ١٠٠ - أن الخوف والقلق قد شغل المنافقين، فهم لذلك لا يزالون يحلفون بالله للمؤمنين إنهم منهم وعلى دينهم، وإنهم صادقون في الإيمان متحققون به، وفي الواقع أنهم ليسوا بمؤمنين، وإنما هم منافقون يسرون في قلوبهم الكفر، ويتظاهرون بالإسلام.

  ١٠١ - وأن الضرورة هي التي أحوجتهم إلى النفاق، والتظاهر بالإسلام.

  ١٠٢ - ولو وجدوا سبيلاً إلى مفارقة المسلمين لأسرعوا إليه لما هم عليه من الخوف والقلق من المسلمين.

  ١٠٣ - وفي ذلك: بيان حال المنافقين وما هم عليه من النفاق والخوف، وكشف سرائرهم وأخبارهم التي يتكتمون عليها غاية التكتم، ويخافون من كشفها.

  ١٠٤ - وأنهم كلما حاولوا الستر على نفاقهم وسرائرهم بنحو الحلف بالله زاد الله تعالى في فضيحتهم وكشف سترهم.

  ١٠٥ - وفي ذلك أيضاً تصديق ما تقدم في أول سورة التوبة وهو قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً}⁣[التوبة: ١٦]، فصدق الله تعالى فإنه لم يترك المؤمنين على ما هم عليه بل كشف أوضح الكشف عن دخائل المنافقين وسرائرهم وأخبارهم، وميزهم أوضح تمييز وأظهرهم على حقائقهم، وبين كذبهم في إيمانهم.

  ثم قال سبحانه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ ٥٨ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ ٥٩}⁣[التوبة]، في هذا:

  ١٠٦ - بيان صفات من صفات المنافقين هي: