زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 339 - الجزء 1

  ١٧٠ - وقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٧١} يفيد أن الله تعالى سينصر المؤمنين في الدنيا، ويرفع قدرهم، ويمكنهم، ويوسع عليهم، ويخزي عدوهم.

  ثم قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ٧٣}⁣[التوبة]، في ذلك:

  ١٧١ - أمر الله تعالى نبيه والمؤمنين بجهاد الكفار والمنافقين، أما جهاد الكفار فهو قتالهم بالسيف، وأما جهاد المنافقين فهو جهادهم بالحجة وذكر مخازيهم، وهتك أستارهم، وكشف أسرارهم، وذلك بتلاوة ما أوحاه الله تعالى إليه من أخبارهم وفضائحهم في هذه السورة.

  ١٧٢ - وفيه:

  · أن المنافقين لا يعاملون –وإن أظهروا الإسلام - معاملة المؤمنين.

  · وأنه يجب أن تكون في معاملة المنافقين غلظة يتميز بها معاملة المؤمن والمنافق.

  · ويلزم أن تكون الغلظة ظاهرة ليميز الله الخبيث من الطيب.

  · وذلك ليجمع الله لهم بالغلظة الخزي في الدنيا والآخرة.

  ثم قال تعالى: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ٧٤}⁣[التوبة]، في ذلك:

  ١٧٣ - أراد المنافقون أن يغطوا على نفاقهم بالحلف بالله فحلفوا للنبي ÷ وللمؤمنين.

  ١٧٤ - ففضحهم الله وكشف عن كذبهم وفجورهم في أيمانهم، وأكد أنهم قد قالوا الكفر، وشهد الله عليهم بالكفر بعد إسلامهم.