زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[المنافقون في سورة التوبة]

صفحة 344 - الجزء 1

  ٢١٠ - وفي ذلك: أن النبي ÷ كان يصلي قبل نزول النهي على موتى المسلمين: المنافقين منهم، والمخلصين.

  ثم قال سبحانه: {وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ٨٥}⁣[التوبة]، في ذلك:

  ٢١١ - أن ما بأيدي المنافقين من الأموال الكثيرة، وما لهم من كثرة الأولاد ليس لكرامتهم عند الله، ولا لأنهم أهل لذلك العطاء، بل إنه ليس إلا نقمة وعذاباً يعذبهم الله به في الحياة الدنيا.

  ٢١٢ - كثرة أموالهم وأولادهم سبب لأمرين:

  ١ - يعذبون بها في الحياة الدنيا.

  ٢ - الموت على الكفر.

  ٢١٣ - ولا يخفى أن المنافقين هم الذين تسببوا في جعل كثرة الأموال والأولاد سبباً للعذاب في الدنيا والموت على الكفر، لا أن الله تعالى هو الذي جعل ذلك سبباً للعذاب والكفر، وذلك لأن الله تعالى ينعم ويتفضل على من يشاء من عباده بكثرة المال والولد، ومركوز في فطر البشر أن المال والولد نعمة وفضل لا نقمة وعذاب، إلا أن الإنسان بشؤمه يحول تلك النعمة وذلك الفضل إلى نقمة وعذاب، وقد قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ٧}⁣[إبراهيم].

  ٢١٤ - وفي ذلك: أن على المؤمن ألا ينظر إلى أهل الأموال وكثرة الأولاد نظر إعجاب وتعظيم لما هم فيه من النعمة، وعليه أن يعلم أن نظر الله له خير من نظره لنفسه، وأن ما هو فيه من القلة خير وأفضل مما عليه أهل الأموال الكثيرة.

  ٢١٥ - وأن عليه أن يحمد الله تعالى ويشكره على ما هو فيه من قلة المال والولد، وأن يستعظم ذلك في نفسه.