[المنافقون في سورة التوبة]
  ثم قال سبحانه وتعالى: {وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ ٨٦ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ٨٧}[التوبة]، في ذلك:
  ٢١٦ - من طبائع المنافقين الأغنياء وعلاماتهم أن الرسول ÷ إذا دعا للخروج إلى الجهاد يستأذنونه في القعود وعدم الخروج.
  ٢١٧ - وفي ذلك: أن الإيمان والجهاد قرينان متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر.
  ٢١٨ - أن كثرة مال المنافقين وأولادهم كان سبباً لتنازلهم عن الرجولية وعزة الرجال وشهامتهم، وسبباً للرضا بالانخراط في منازل النساء.
  ٢١٩ - أن عقول المنافقين منكوسة بسبب النفاق، فيقعون في أسباب المهانة، ويلبسون ثياب الذلة، وهم يظنون أنهم يحسنون الاختيار لأنفسهم.
  ثم قال سبحانه: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٨٨ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ٨٩}[التوبة]، في ذلك:
  ٢٢٠ - بيان علامات المؤمنين المميزة لهم عن المنافقين، وذلك أمران:
  ١ - جاهدوا بأموالهم.
  ٢ - وجاهدوا بأنفسهم.
  وأثابهم الله تعالى بنوعين من الثواب:
  ١ - لهم الخيرات.
  ٢ - والفوز والفلاح.
  ٢٢١ - وفي ذلك ما يدل على أن إيمان المنافقين ليس بإيمان، وأنهم لم يدخلوا بذلك في زمرة المؤمنين.
  ٢٢٢ - وأن المؤمنين قسمان: