[المنافقون في سورة التوبة]
  ٢٣٦ - التخلف مع النساء والقعود عن الجهاد مذمة ذميمة، ونقص قبيح لا يرضاه الرجال، وتأباه طبائعهم، ولكن المنافقين رضوا بتلك المذمة وذلك النقص، وسعوا إليه وطلبوه؛ لأن فطر عقولهم قد تدنست بدنس الكفر والنفاق، فلم تعد تستقبح القبيح، ولا تنفر منه.
  ثم قال تعالى: {يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُلْ لَا تَعْتَذِرُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ٩٤}[التوبة]، في ذلك:
  ٢٣٧ - معجزة بينة للنبي ÷ وذلك من حيث إخباره بالغيب المستقبل.
  ٢٣٨ - وأنه لا يجب قبول عذر المعتذر الكاذب في عذره.
  ٢٣٩ - وفيه: الوعيد للمنافقين من ثلاث جهات:
  ١ - أن الله تعالى سيعلم أعمالكم أيها المنافقون في كيد الإسلام، وسيريكم في الدنيا جزاءً عاجلاً يخزيكم فيه.
  ٢ - وأنه تعالى سيعذبهم على أعمالهم كلها يوم القيامة.
  ٣ - وأن الله تعالى سيكشف لرسوله سرائرهم ودسائسهم الخبيثة.
  ٢٤٠ - أنه لا يحسن تصديق المنافق ولا قبول عذره.
  ٢٤١ - وفيه: كشف أستار المنافقين للمؤمنين المخلصين.
  ثم قال سبحانه: {سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ٩٥ يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ٩٦}[التوبة]، في ذلك:
  ٢٤٢ - معجزة بينة للنبي ÷ وهي الإخبار بالغيب المستقبل.
  ٢٤٣ - وأن المنافقين لا يقتلون.
  ٢٤٤ - وأن جزاءهم مؤجل إلى يوم القيامة.