زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قصة نبي الله يوسف # فوائد وعبر

صفحة 377 - الجزء 1

  ٣٣ - {وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ...}⁣[يوسف: ١٠٠]، السجود هو في الحقيقة لله تعالى ويوسف كالقبلة، عظموا يوسف بالسجود إليه، كما تعظم القبلة بالسجود إليها، وكما عظمت الملائكة آدم بالسجود إليه.

  ٣٤ - كان بين رؤيا يوسف وبين وقوع تأويلها ثمانية وعشرون عاماً أو أكثر.

  ٣٥ - {وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ ...}⁣[يوسف: ١٠٠]، كانت أرض الشام في عهد يعقوب # أرض بداوة، وأرض مصر أرض حضارة وعمران وسياسة.

  ٣٦ - من الحقيق بالمؤمن أن يدير أمر معيشته في حاضره ومستقبله، وليس ذلك مما ينافي التوكل على الله، فإن في البصر بتدبير المعيشة، وتوفير حاجات الحاضر والمستقبل سكون القلب وطمأنينته في توجهه إلى الله وذكره له، وفي ذلك أيضاً الاستغناء عن الظالمين والمستكبرين وعن الناس أجمعين.

  ٣٧ - {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ ...}⁣[يوسف: ٢٤]، في هذه الآية دليل على أن يوسف لم يهم بامرأة العزيز {وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ ...} جملة شرطية، ولولا تدل على امتناع جوابها.

  فإن قيل: وما فائدة الإخبار بأنه هم بها لولا أن رأى؟

  قلنا: المعنى أن يوسف # وقع في حبائل فتنة امرأة العزيز، ومن شأن من وقع في مثل ذلك المقام وتلك الحال أن يهم بالفتنة، ويقع فيها؛ لتوفر جميع أسباب الفتنة، ولولا توفيق الله تعالى ولطفه بيوسف لوقع في الهم والفتنة حتماً.

  ففائدة الإخبار حينئذ هو بيان أن أسباب الفتنة جميعاً قد توفرت في تلك الأجواء على أبلغ ما يمكن، وتوفرها على تلك الصورة يقضي بوقوع الفتنة حسب المعهود من طبائع البشر، ويحتم وقوعها في العادة، فعبر بـ {وَهَمَّ بِهَا} ليفيد المخاطبين بأن الأسباب قد توفرت على أبلغ وجه في ذلك الجو، وهذا من باب الكنايات مثل: طويل النجاد.