زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قصة نبي الله يوسف # فوائد وعبر

صفحة 379 - الجزء 1

  التهمة الباطلة التي أودت به في السجن سبع سنين: {قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ}⁣[يوسف: ٥١]، {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}⁣[يوسف: ٣٢]، ووصفته بالعفة والعصمة والزكا والطهارة قال: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ...}⁣[يوسف: ٥٣]، فلم يعجب بما هو فيه من العفة، وما وصل إليه من الزكا والطهارة والعصمة بل اتهم نفسه، ولم يرض ببراءتها بل قال: إنها ميالة إلى الهوى والشهوات، وطبيعتها الأمر بالباطل والمنكر كثيرة الأمر به.

  ٣٩ - تأويل الأحلام وتفسيرها علم مستقل: {وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ}⁣[يوسف: ١٠١]، ويمكن تعلم هذا العلم بإمعان النظر في تأويل الأحلام التي وردت في سورة يوسف #، وهي: رؤيا يوسف، ورؤيا الفتيين اللذين دخلا مع يوسف السجن، ورؤيا الملك، فإنه بإمعان النظر في تأويلات هذه الأحلام يمكن للناظر الذكي أن يعرف كيف يأخذ المعنى الخفي الذي تؤول إليه الرؤيا وتفسر به.

  ٤٠ - من الحقيق بالمؤمن أن لا يزال يذكر نعم الله عليه ويشكرها وإن تقادم عهدها: {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ ...}⁣[يوسف: ١٠٠]، {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ...}⁣[يوسف: ١٠١].

  ٤١ - أخذ يوسف أخاه بالحيلة، فكان سبباً لمضاعفة الحزن على يعقوب #، ولعل ذلك كان من يوسف # بوحي من الله؛ لأنه لا يجوز للمؤمن أن يتعمد فعل ما يؤذي ويحزن أخاه المؤمن، فضلاً عما يُحزِن الوالد، ولا سيما إذا كان نبياً.

  ٤٢ - يظهر أن يوسف # قد أعطيت له صلاحيات واسعة في الولاية العامة زائدة على إدارته لخزائن أموال مصر، بدليل قول يوسف #: