زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[قصة الخصمين مع داود #]

صفحة 388 - الجزء 1

  الملك بنفسه وبعبادة ربه في داخل منازله، مع وجود الحراس والحواجز والأبواب، بالإضافة إلى الهيبة التي تملأ قلوب الرعية لملوكهم، ولا يخفى أن الهيبة من أكبر الحواجز التي تمنع الوصول إلى أخص منازل الملك.

  ٣ - أنهم دخلوا بغير إذن ومن غير الباب وفي ساعة الخلوة والعبادة.

  - ما يقال من أن السبب في خطأ داود # الذي استغفر الله تعالى منه هو أنه حكم بين الخصمين قبل أن يسمع من الخصمين جميعاً غير وجيه وذلك:

  · لأن ما حكاه الله تعالى من كلام أحد الخصمين قد تضمن الدعوى والإجابة.

  · وأن الخصمين من الملائكة وقد حضرا جميعاً عند داود للمحاكمة، ويقتضي ذلك أن كل واحد من الخصمين قد أدى ما أرسل به من ربه.

  - كما يؤخذ من القصة جواز «التمثيل» لقصة حقيقية أو غير حقيقية، ولكن بشرط أن يخلو التمثيل مما حرمه الشارع من تبرج النساء، وانبساطهن إلى الرجال الأجانب بالكلام المثير ونحو ذلك.

  - وأنه ينبغي أن يكون التمثيل طريقاً من طرق التعليم.

  - وأن الممثل لا يكون كاذباً حين يمثل ويحكي كلام غيره.

  - إذا وقع المؤمن في معصية جهلاً أو خطأً أو غفلة فينبغي التعريف له بذلك، والتدليل على معصيته حتى يعلم ويتحقق خطأه.

  - وفي ذلك أنه يجوز للخصم أن ينسب خصمه للبغي والظلم عند الحاكم.

  - وقد يؤخذ من ذلك أن القياس دليل شرعي، وذلك من حيث أن الله تعالى نبه على خطأ داود # بذكر نظير خطئه على لسان الملكين.