[بعض الأمم السابقة المذكورة في القرآن]
  يرون أن ذلك السد الكبير هو باب الخير الذي لا يغلق، وركنوا عليه واطمأنوا إليه، فلما أعرضوا عن شكر الله وأبوا إلا كفر نعمته انقلب ذلك السد العظيم باب عذاب وشر، حيث انفتق بإذن الله وهو ممتلئ ماءً فنزل عليهم ماء السد كله من الفتق، فاجترف الجنان والزروع والثمار وذهب حتى بتراب تلك الجنان، ولم يبق على جنبتي الوادي لتلك الجنان أثر.
[بعض الأمم السابقة المذكورة في القرآن]
  · من غرائب العلم: قال تعالى في سبأ: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ١٨ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ...}[سبأ]:
  القرى التي بارك الله تعالى فيها هي قرى الشام.
  وفي ذلك من العلم: أن قرى الشام كانت أسواقاً تجاريةً في ذلك العهد يقصدها التجار بمتاجرهم وبضائعهم، وأن سبأ كانوا يشتغلون بالسفر من اليمن إلى الشام في طريق طويلة ممتدة من جنوب الجزيرة العربية إلى قرى الشام، وكانت هذه الطريق الطويلة تمر على قرى بحيث أن المسافرين من أهل اليمن يجدون حاجاتهم من الطعام والشراب والمأوى والأمن على طول الطريق.
  - ومن العلم: أن طريق سبأ التجارية إلى الشام كانت تمر بالحجاز، وأن الحجاز كان معموراً بالسكان وكثرة القرى.
  - وأن سكان الحجاز الممتد من اليمن إلى أطراف الشام لم يكونوا ذوي همجية بل كانوا على أخلاق مدنية، ودليل ذلك قوله تعالى: {سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ}[سبأ: ١٨]، ولم تكن سبأ تسلك إلى الشام من ساحل البحر الأحمر؛ لأن ذلك السهل لا يصلح للبناء والتعمير ولا يصلح للسفر في النهار.
  - ومن الفوائد العلمية:
  أن أرض سبأ كانت أرضاً زراعية: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ