زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الوحي إلى أم موسى]

صفحة 415 - الجزء 1

  - وإرم: هي مدينة راقية البناء، لأبنيتها أعمدة طويلة تنحت من الصخور، بلغت من حسنها وهندسة بنائها حداً لم يبلغه غيرها من مدائن الأرض،

  - ولا يخفى أن عاداً لن يصلوا إلى هذا الحد من الفن المعماري وهندسة البناء إلا بعد مرور فترات معمورة بالحضارة والتقدم؛ لأن المعهود أن أمة من الأمم لا تقفز من الصفر إلى القمة قفزة واحدة، وإنما العادة الجارية أن الأمة تتدرج في التقدم والحضارة قليلاً قليلاً وشيئاً فشيئاً، ولا تصل إلى القمة إلا بعد عقود من الزمان.

  - ولكن عاداً لم يشكروا ما هم فيه من نعم الله تعالى، فأرسل تعالى إليهم أخاهم هوداً يدعوهم إلى الله تعالى وإلى توحيده وعبادته فكذبوه؛ فصب الله تعالى عليهم سوط عذاب دمر الله به مبانيهم ومساكنهم العجيبة، واستأصلهم استئصالاً لم يسلم منهم أحد {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ}⁣[الحاقة: ٨].

  وقال تعالى: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ٩ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ١٠}⁣[الفجر]، وكانت قبيلة ثمود تعيش في شمال الجزيرة العربية ما بين المدينة المنورة والشام، وكانت ثمود أهل غنى وثراء وكانت أموالهم الإبل.

  ودليل ذلك: أن الله تعالى جعل آية نبيه صالح # ناقة عظيمة تحتاج إلى ماءٍ كثير، فقال لهم نبيهم #: {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}⁣[الشعراء: ١٥٥]، فدل ذلك أنه كان لهم إبل تحتاج إلى الماء، ودليل غناهم وثراهم وترفهم أنهم نحتوا الصخور واتخذوها مساكن، ونحتوا خزانات مياه كبيرة، وكانوا يبنون في رؤوس الجبال مباني.

  - {وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ...}⁣[الفجر: ١٠] والأوتاد: هي الأهرام شبهها الله تعالى بالجبال لعظمها، وما زالت آثار ثمود وفرعون إلى اليوم.

[الوحي إلى أم موسى]

  · قال تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ٧}⁣[القصص]، الوحي إلى أم موسى قد يكون: