[قصة موسى في سورة القصص]
  النبي ÷ فسار نعيم بين الطرفين بكلام تسبب في قطع ما بينهما، وكان نعيم قد أسلم ولم يعلم المشركون واليهود بإسلامه؛ فمثل ما وقع في هذه القصة فهو جائز؛ لأنه تفريق بين أهل الباطل، وفيه دفع لباطلهم وإثمهم وبغيهم وعدوانهم عن الإسلام والمسلمين.
  والقسم المحرم من التفريق هو التفريق بين أهل الحق وأنصاره، كالتفريق بين أصحاب النبي ÷ وأنصاره، وكالتفريق بين أعوان الوالي العادل وأشياعه، وكالتفريق بين المتحابين في الله وكالتفريق بين الأرحام والجيران ونحوهم ممن المطلوب في أحكام الله ائتلافهم.
  ٦ - أثاب الله تعالى بني إسرائيل على ما لحقهم من ظلم فرعون، وعظيم هضمه لهم، مع صبرهم وإيمانهم ويقينهم - بثواب تمثل في عدة صور:
  أ - أن جعلهم الله تعالى أئمة يهتدى بهديهم.
  ب - مكنهم الله تعالى في الأرض بالسيطرة عليها والولاية فيها.
  ج - أن جعلهم الله تعالى الوارثين للأرض بالولاية والسلطان بعد فرعون وجنوده.
  د - منَّ تعالى عليهم بالسلامة من فرعون وجنوده.
  هـ - أرى الله تعالى عدوهم فرعون وأعوانه وجنوده أنَّ حذرهم من مولود بني إسرائيل لم يغن عنهم شيئاً، فقد تربى ما كانوا يحذرونه في بيت فرعون أحسن تربية، وحضي من فرعون وآل فرعون بالعناية البالغة.
  ٧ - أم موسى لم تكن نبية، والوحي إليها قد يكون عن طريق الرؤيا، وتظهر صحة الرؤيا لها بأن تتكرر الرؤيا، وقد كان الزمان حينئذٍ زمان مولد نبي ينقذ الله به بني إسرائيل من آل فرعون، وكان بنو إسرائيل على علم بذلك.
  ٨ - فلما رأت في رؤياها أن الله تعالى سيجعل مولودها من المرسلين اطمأنت إلى صحة رؤياها، وكان ذلك علامة على صحته.