زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من قصة موسى والخضر]

صفحة 437 - الجزء 1

  وذلك بأن توجه إليهم منا عناية خاصة زائدة على العناية بغيرهم لمكانة أبيهم الصالح عند الله.

  ١٦ - وفيها أيضاً أن شرف الرجل يتعدى إلى أولاده وذراريه.

  ١٧ - وقد يؤخذ من ذلك أن العكس صحيح فيتعدى شؤم الرجل ودناءته إلى أولاده وذراريه.

  ١٨ - وأن صلاح الرجل يكون سبباً في صلاح ذراريه، وعكس ذلك وهو أن يكون فساد الرجل سبباً في فساد ذراريه.

  ١٩ - وفيها أيضاً: أن الله تعالى يحفظ الرجل الصالح حتى في أمواله، فلا تتعرض لفساد ولا ضياع، ولا ... إلخ، فينتفع بها في حياته وينتفع بها أولاده بعد مماته. والسر في ذلك كما يظهر لي أمران: أحدهما: كون صاحب المال رجلاً صالحاً. وثانيهما: كون المال حلالاً.

  ٢٠ - وقد يؤخذ من الآية أنه لا زكاة على غير المكلف، إذ لو وجبت الزكاة في مال الغلامين اليتيمين لاستنفدت كنزهما أو كادت، وسياق الآية يفيد أن الله تعالى يريد أن ينتفع الغلامان بعد كبرهما بالكنز كله، هكذا يستفاد من ظاهر الآية.

  فإن قيل: قد يكون ذلك في شرائع من قبلنا وشريعتنا قد نسخت ما قبلها من الشرائع.

  فيقال له: فريضة الزكاة شريعة عامة في جميع الأديان إذا حصلت أسبابها، وإن اختلفت الشرائع في القدر المأخوذ، وفي الأجناس المأخوذة منها الزكاة، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إسرائيل لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}⁣[البقرة: ٨٣].