[فوائد من قصة موسى والخضر]
  ٢١ - وقد يؤخذ من الآية أنه ينبغي التَّأني في نقد العالم إذا صدر منه فعل مستنكَر في الظاهر، فلعل له وجهاً وجيها وعذراً يعذر به عند الله والناس.
  ٢٢ - وفيها أيضاً أن العجلة والاستعجال طبيعة مطبوعة في الناس جميعاً حتى في أصفياء الله À، فينبغي لذلك أن يعذر المرء مهما أمكن مما صدر منه بسبب العجلة مما يلام عليه من الأعمال والتروك.
  ٢٣ - ومن الممكن درج الكثير مما يصدر بسبب العجلة من الأفعال والأقوال التي يلام عليها المرء في ضمن الصغائر.
  ٢٤ - وفيها أيضاً أن على العالم أن يوضح ما اشتبه، وأن يرفع الالتباس الحاصل من قوله أو فعله، أو فعل غيره أو قوله، أو في أحكام الدين.
  ٢٥ - وفيها أيضاً أن العمل بالظاهر هو الأصل الذي لا يجوز العدول عنه إلا بدليل؛ لذلك لم يصبر موسى ولم يقتنع بشرعية ما فعله الخضر إلا بعد أن سمع الأدلة التي دلت على حُسن ما فعله الخضر، وعلى هذا فيحكم على المرء بما ظهر من قوله وفعله، ولا يعذر في شيء من ذلك إلا أن يبدي عذره، وما يبرر ما صدر منه.
  ويؤخذ من قصة موسى والخضر @:
  ٢٦ - أنه يجوز فعل الفساد الصغير لدفع فساد أكبر منه، وهذه مسألة يستحسنها العقلاء.
  ٢٧ - أنه يجوز ركوب البحر للصيد والتجارة وطلب الرزق.
  ٢٨ - أنها تجوز الشركة في سفينة أو سيارة أو ناقلة، أو في مصنع أو في نحو ذلك بين جماعة من الناس، ويكون الدخل لهم جميعاً.
  ٢٩ - وفيها توجيه إلى أهل المال القليل يتعلمون منه كيف يتوصل كل واحد منهم إلى استغلال ماله القليل، وذلك بأن يشتركوا في المال