فوائد من سورة مريم &
  - ينبغي تفهيم السائل عن غامض أسباب أفعال الله تعالى حتى يفهم كأن يسأل كيف يأتي المؤمن العاجز رزقه وهو قاعد في بيته لا يسعى في طلبه؟
  - ومثل هذا التساؤل لا ينافي الإيمان بالله وبصدق وعده.
  - كما يؤخذ: أن الإشارة المفهمة من الأخرس والمصمت والذي لا يتكلم لمانع يُعمَل بها فيما دلت عليه، وأن لها حكم اللفظ.
  - وأن المرض العارض لا يخل بإمامة الإمام.
  - أن على الإمام والدعاة والمرشدين أن يكرروا على أقوامهم الأمر بعبادة الله وأداء فرائضه.
  - أنه كان لبني إسرائيل فرائض يتعبدون الله تعالى بها في الصباح وفي العشي وهي الصلوات.
  - الميراث الذي أراده زكريا # في قوله: {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ} هو العلم والحكمة والتوراة.
  - {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ١٢} أكرم الله تعالى يحيى # بالنبوة والعلم والحكمة حين بلغ سن التكليف وكمل عقله، وسماه الله تعالى (صبياً) وقد بلغ مبالغ الرجال لقرب عهده بالصبوة.
  والدليل على ما قلنا: قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ}[الأنبياء: ٧].
  وأيضاً فإن النبوة تكليف، ولا تكليف على الصبي ما دام صبياً.
  فإن قيل: لا يمتنع في قدرة الله تعالى أن يكمل عقل يحيى # في صباه حتى يكون أعقل من ذوي العقول من الرجال وأوفر منهم عقلاً، ويعطيه من القوة في عزمه وعزيمته وبدنه، ومن قوة التحمل والصبر - ما يستطيع معها حمل التكاليف، وتأدية ما كلف به على أكمل وجه.
  قلنا: لو كان الأمر كما ذكرتم لكان الصغر مانعاً من قبول الناس لدعوته،