[قصة أصحاب الكهف أيضا]
  ١ - فتية، أي: شباب في مقتبل أعمارهم.
  ٢ - آمنوا بربهم.
  وأعطاهم الله أمرين:
  ١ - زادهم الله هدى وبصيرة في دينهم.
  ٢ - قوى الله عزائمهم على الصبر والتصميم على الإيمان بالله، فصرحوا بالإيمان بالله وحده، ونبذ ما يُعْبَد من دونه من غير مبالاة بما يلحقهم في سبيل ذلك {لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ١٤} أي قولاً بعيداً عن الحق.
  · {هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ١٥}:
  هذا من مقول الفتية المؤمنين استنكروا فيه على قومهم عبادة غير الله من الأصنام وغيرها من غير أن يكون لهم حجة بينة، وبرهان واضح على ما يدعون من إلهيتها واستحقاقها للعبادة، ومع ذلك يدعون أن الله تعالى هو الذي أمر بعبادتها وجعلها آلهة تعبد من دونه لذلك قال تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ١٥}.
  · {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا ١٦}:
  هذا من مقول بعضهم لبعض، وذلك أنهم حين آمنوا بالله وتبرؤوا من عبادة غيره هجروا قومهم، واعتزلوهم هم وآلهتهم سوى الله، فعرض بعضهم رأيه ومشورته عليهم بأن يغادروا أوطان قومهم ويهاجروا منها، وليكن مأواهم الذي يأوون فيه للنوم هو الكهف.
  وكان هذا الكهف معروفاً عندهم، وقال لهم: لا تفكروا فيما بعد النوم في الكهف، ولا تشغلوا أنفسكم بالتفكير في المستقبل، فسيتولاكم الله بعنايته، وتحظون برحمته، ويبدلكم بأفضل مما فارقتموه من الأهل والوطن والعشيرة