[فوائد من قصة ذي القرنين]
  يظهر أن المعنى والله أعلم: أنه لا يحول بين القوم وبين رؤيتها عند طلوعها جبلٌ ولا مرتفع من الأرض، بل يرونها مباشرة عند أول طلوعها، وهذا تقريباً في المعنى مثل قوله تعالى {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}[الكهف: ٨٦] بمعنى أنه رآها حين غربت واستترت في البحر لم يحل بينه وبين رؤيتها حائل من جبل أو نحوه.
  ١٣ - قوله تعالى: {وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ...}[الكهف: ٨٦] فسر ذلك الإمام القاسم بن إبراهيم # في تفسيره كما في المصابيح بأن {فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ}[الكهف: ٨٦] حال من الشمس أي: أنها تغرب عن الأرض وهي متصفة بتلك الصفة.
  ١٤ - يؤخذ من القصة أنه كان لذي القرنين مترجمون يفهم بواسطتهم كلام الأمم التي وصل إليها، ويفهمون بواسطتهم كلام ذي القرنين، ودليل ذلك ما حكى الله تعالى من المخاطبات بين ذي القرنين وتلك الأمم.
  ١٥ - أن الصناعة كانت متطورة في مملكة ذي القرنين، ودليل ذلك ما ذكره الله تعالى من إحكام بناء السد بقطع من الحديد كاللبن، ثم نفخ النار فيه إلى أن صار ناراً حمراء، ثم إفراغ النحاس المذاب عليه، مما جعله يتعذر على يأجوج ومأجوج نقبه أو تخريبه.
  ١٦ - أن يأجوج ومأجوج أمة من البشر يسكنون في النصف الشمالي من الأرض، وأن طبيعتهم العدوان على الناس والبغي عليهم.
  ١٧ - أن الذين شكوا إلى ذي القرنين يأجوج ومأجوج كانوا قوماً محصورين يسكنون في مكان، بينهم وبين يأجوج ومأجوج طريق بين جبلين، ومن هذه الطريق تغير عليهم يأجوج ومأجوج، فسألوا ذا القرنين أن يسد هذه الطريق في وجه يأجوج ومأجوج فسدها.
  ١٨ - أن على الوالي أن يحول بين المفسدين وبين الفساد بما يمكنه.