أشرك في عقابه، فمن رضي فعل علي # في حروبه أشرك في حكمه، ومن رضي فعل معاوية في حروبه أشرك في حكمها.

  ٧ - وهكذا العكس، فمن كره فعل علي # كان شريكاً مع الكارهين لفعله في عهده كأهل الجمل وأهل صفين، ومن كره أفعال معاوية كان شريكاً مع الكارهين في عهده كعلي # وعمار والأشتر والحسنين وابن عباس وبقية أهل بدر وغيرهم ممن كره صنيع معاوية وحزبه.

  ٨ - كما يؤخذ من الآية أنه ينبغي ذكر «إن شاء الله» ذكراً صريحاً، وقد يغني ذكرها بالقلب دون اللسان إلا أن الذكر باللسان أحسن لما فيه من التذكير بالله، وللآية.

  ٩ - ذكرت هذه الكلمة «إن شاء الله» في مواضع من القرآن منها في قول إسماعيل # لأبيه: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ١٠٢}⁣[الصافات]، وفي قوله تعالى: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ}⁣[الفتح: ٢٧]، وفي قول موسى #: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ٦٩}⁣[الكهف]، وقد قال الله تعالى لنبيه محمد ÷: {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ٢٣ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}⁣[الكهف].

  ١٠ - تعتبر هذه الكلمة «إن شاء الله» كلمة استثناء فمن قال: والله لا دخلت بيتك إن شاء الله؛ فإنه إذا دخله بعد ذلك لا يلزمه حكم اليمين.

  ١١ - وعلى هذا فينبغي للمؤمن أن يقول: «إن شاء الله» - بعد كل يمين ليسلم من تبعات اليمين.

  ١٢ - كلمة «إن شاء الله» إذا دخلت في العقود أفسدتها وأبطلتها، وهكذا إذا دخلت في الإنشاءات كالوقف والنذر والطلاق والوصية، و ... إلخ.