زبر من الفوائد القرآنية ونوادر من الفرائد والفرائد القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فوائد من سورة البقرة]

صفحة 52 - الجزء 1

  ١٣ - كلمة «إن شاء الله» لها معنيان:

  ١ - عرفي وهو كما ذكرنا: كلمة استثناء، فحكمها حكم «إلَّا».

  ٢ - معنى لغوي، وهو أن تكون قيداً لما دخلت عليه، بمعنى أن ما دخلت عليه يكون مشروطاً بحصول مشيئة الله، فإن حصلت مشيئة الله حصل ذلك الأمر، وإن لم تحصل مشيئة الله لم يحصل ذلك الأمر.

  إذا عرفت ذلك فمن قال لزوجته: أنت طالق إن شاء الله - لم تطلق على المعنى الأول، وأما على المعنى الثاني فيلزم النظر في مشيئة الله هل يشاء الله طلاقها أم لم يشأ طلاقها؟

  وتعرف مشيئة الله تعالى بالنظر في معاملة الزوج لزوجته، فإن كان يعاملها بالمعروف ويحسن إليها ويعاشرها معاشرة حسنة - لم تطلق؛ لأن الله تعالى لا يشاء تطليق من كانت كذلك.

  وإن كان الزوج يظلمها، ولا يعاملها بالمعروف - طلقت؛ لأن الله تعالى لا يشاء ظلمها، ويشاء خلاصها من الظلم، كما قال سبحانه: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}⁣[البقرة: ٢٢٩].

  ١٤ - تدل القصة التي وردت هذه الكلمة فيها «إن شاء الله» على أن الله تعالى قد يكلف عباده بتكاليف خفية تحتاج إلى بحث وتفتيش وتحرٍ؛ لمصالح يعلمها الله، وذلك مثل التكليف الذي كلف الله تعالى به بني إسرائيل على عهد موسى # حين أمرهم بذبح بقرة، ومثل ما كلف الله تعالى به العلماء المجتهدين من هذه الأمة بالاجتهاد والاستنباط للأحكام الشرعية الفرعية التي لم يرد فيها حكم منصوص عليه من الشارع.

  · : {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ١٥٢}⁣[البقرة]:

  - المراد بذكر الله المأمور به في هذه الآية أو في غيرها هو ذكر الله بما يستحقه من